تختار النساء، علاجات مكلفة للخصوبة، في الوقت الذي تكمن فيه المشكلة الحقيقية في أزواجهن أو شركائهن، كما حذّر خبير من ذلك، وتظهر التقارير الأخيرة أن أعداد الحيوانات المنوية لدى الرجال في جميع أنحاء العالم قد انخفضت بمقدار النصف خلال السنوات الخمسين الماضية، وهناك ما يصل إلى واحد من كل 7 أزواج لديهم صعوبة في الحمل، وفقا لخدمة الصحة الوطنية في بريطانيا.
وتعتبر جودة السائل المنوي السيئة، السبب الوحيد أو عامل مساهم بنسبة 50 في المائة من الحالات، وفقا لبحث في مجلة علم الأحياء الإنجابية والغدد الصماء، ولكن في كثير من الأحيان، هي المرأة التي تفترض أنها تعاني من مشكلة العقم وهي من تتسرع في العلاج - دورة واحدة من التلقيح الصناعي الخاصة يمكن أن تكلف ما يصل إلى 5000 جنيه إسترليني أو أكثر، وقالت الدكتورة كاثرين هود، وهي مستشارة في الطب النفسي الجنسي إنّه "غالبا ما تُسرع النساء في لوم أنفسهن في حالة عدم حملهن، ويتجاهلن حقيقة أنه من المرجح أن المشكلة تكمن في شريكهن"، وعلاوة على ذلك، يحذر الخبراء من أن خدمات الخصوبة للرجال قد تخلفت كثيرا عن تلك الخاصة بالمرأة في بريطانيا، من أن أقل من 5 في المائة من عيادات الخصوبة المعتمدة في بريطانيا تؤكد أنها تمتثل إلى المبادئ التوجيهية لمنظمة الصحة العالمية على تحليل السائل المنوي.
وقالت هود "في رأيي، الكثير من الأزواج يدرسون فكرة الإخصاب في المختبر قبل استكشاف علاجات أبسط، وأقل تكلفة بكثير، والتي تعالج عدد الحيوانات المنوية القليلة أو الحركة"، وفي البحوث التي ستقدم في معرض الخصوبة في لندن، ستدعو الدكتور هود إلى مراجعة عاجلة للمبادئ التوجيهية للعلاج لمعالجة هذا الارتفاع في حالات العقم لدى الذكور وتنبيه الأزواج إلى فعالية البدائل منخفضة التكلفة عن التلقيح الاصطناعي الذي يركز على الإناث، وتعتقد أن بعض الأزواج يمكن أن يوفروا الآلاف من الجنيهات من خلال استكشاف علاجات العقم غير الجراحية مثل التلقيح داخل عنق الرحم - والتلقيح داخل الرحم، قبل اللجوء إلى التلقيح الاصطناعي.
وبيّنت الدكتورة هود أنّه "في التجارب السريرية، التلقيح داخل عنق الرحم يحقق نسبة نجاح حوالي 20 في المائة ويمكن أن نؤديها في المنزل، وهو أقل توترا بكثير من حضور مستشفى أو عيادة الخصوبة، "هذا أمر مهم لأننا نعلم أن النساء اللواتي يشعرن بالتوتر والقلق هن أقل عرضة للحمل"، ووجدت الأبحاث أنه بالنسبة لجهاز الستورك، وهو جهاز التلقيح داخل عنق الرحم للاستخدام المنزلي المثبت سريريا، أن 9 في المائة فقط من الأزواج الذين كانوا يواجهون مشكلة في الحمل كانوا على بينة من مساعدات الحمل هذه، وعلى النقيض من ذلك، قالت نسبة 57 في المائة من النساء اللواتي يجدن صعوبة من أجل بدء تأسيس أسرة إنهن سينظرن في التلقيح الصناعي، على الرغم من أن 61 في المائة اعترفن بأنهن قلقين من التكلفة.
وتتغاضى التوجيهات الحالية من المعهد الوطني للصحة وتفوق الرعاية عن التلقيح داخل عنق الرحم، وتنصح بالتلقيح داخل الرحم، بسبب تكاليف التلقيح الاصطناعي باهظة الثمن، والتي لديها نسبة نجاح من اثنين إلى 33 فقط في المائة، اعتمادا على سن المرأة، وتقول أيضا إن خدمة الصحة الوطنية في بريطانيا، ينبغي أن توفر ما يصل إلى 3 دورات من التلقيح الاصطناعي إلى النساء دون سن 40 والذين لم يحملن بعد عامين من محاولة إنجاب طفل، ومنوّهة إلى أنّ "تقنين خدمة الصحة الوطنية بالمملكة المتحدة يعني أن 60 في المائة من علاجات التلقيح الاصطناعي ممولة من القطاع الخاص، ومع وجود 50.000 امرأة تسعى للعلاج كل عام، أصبح علاج الخصوبة عمل تجاري ضخم جدا، فتقول: "ليس هناك وعي كاف بالعلاجات البديلة الرخيصة والناجحة، من المنطقي أن نحاول تجريب هذه أولا"، أن دورة واحدة من تكاليف التلقيح الصناعي تكلف حوالي 5000 جنيه إسترليني، وبعض العيادات توصي بإجراء اختبارات إضافية وعلاجات يمكن أن تكلف أعلى من ذلك بكثير، على سبيل المقارنة، يكلف التلقيح داخل الرحم حوالي 1000 جنيه إسترليني، بينما يكلف جهاز ستورك للتلقيح داخل عنق الرحم 99.99 جنيهًا إسترلينيًا.
وأعرب أخصائي التلقيح الاصطناعي، روبرت وينستون، عن مخاوف مماثلة بشأن تسويق علاجات الخصوبة، ففي الماضي، حذر من أن "التلقيح الاصطناعي ليس علاج ناجح جدا على الرغم مما تخبره جميع العيادات للناس، وهناك نسبة كبيرة من الدورات لا تنجح وتكون مكلفة للغاية، هناك أدلة ممتازة على أن أكثر من نصف أولئك يلجئون إلي التلقيح الاصطناعي يمكن أن يعالجوا بنجاح، أو أكثر، ببدائل أرخص بكثير"، هذا ما أكده الباحثون الذين يقدرون أن 36 في المائة من الأزواج الذين يعانون من العقم غير المبرر يتلقون علاج غير ضروري، وقالت الدكتورة هود إنّه "بالنسبة إلى كثير من الأزواج، فمن المنطقي محاولة تجريب خيار منخفض التكلفة، مثل جهاز ستورك، أولا، فهو مساعدة غير مكلفة نسبيا للحمل والتي تعمل بنفس الطريقة التي تتبعها جهاز التلقيح داخل عنق الرحم، وهي علاج ثبت سريريا بنسبة نجاح 20 في المائة ".